العلاج بخلايا البنكرياس المُخلقة من الخلايا الجذعية وإستخدامها في شفاء أول حالة سكر من النوع الأول في العالم
أخيراً سيصبح حلم الشفاء التام من النوع الأول للسكر حقيقة بإستخدام الخلايا الجذعية
ففي غضون 3 إلى 5 سنوات على أقصى تقدير بإذن الله سيعلن عن الإنتصار النهائي على مرض السكري من النوع الأول
لتوضع البسمة أخيراً وبعد طول إنتظار على شفاء الملايين من المرضى الذين أنهكهم المرض لسنوات
وينتصر العلم مرة أخرى بعد مئة عام من إكتشاف هرمون الأنسولين وإنتاجه
يعود هذا المجهود الكبير إلى دوج ميلتون الذي وهب نفسه لهذا الغرض منذ أن أصيب إبنه وعمره ستة أشهر بالسكر من النوع الأول في سنة 1990
فتحول من باحث في مجال تطور الخلايا العصبية إلى باحث في تطور خلايا البنكرياس
ولكن كان هناك مشكلات ثلاث في شفاء أول حالة سكر وهي
أولاً ، كيف يستطيعوا الحصول على عدد كافي من خلايا البنكرياس المفرزة للأنسولين ؟
حيث إن الحصول عليها من بنكرياس المتوفيين حديثاً أو من الأجنة أثبت محدوديته الشديدة والحاجة لكمية أكبر من الخلايا لإستمرار الشفاء لمدة تتعدى السنة
إقرأ أيضا:حساب القدرة الكهربائية (الامبير)ثانياً ، كيف نحافظ على هذه الخلايا بعد أن حصلنا عليها ونحميها من مهاجمة الأجسام المناعية التي سبق لها من قبل تدمير خلايا البنكرياس التي كانت تفرز الأنسولين وكانت سبباً للنوع الأول من السكر ؟
فمازالت الأجسام المناعية كامنة في دم المريض
كما أن إعطاء المريض أدوية مثبطة للمناعة يحمل في طياته بعض المشاكل
ثالثاً ، كيفية إمداد هذه الخلايا بعد زراعتها بالتغذية والأوكسجين لتعيش لأطول من سنة ؟
الحلول
إستطاع ميلتون في 2014 أن يحل المشكلة الأولى حيث فك شفرة تحويل خلايا الجسم العادية كخلايا الجلد إلى خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين
وأنتج كمية كبيرة من الخلايا بهذه الطريقة تكفي للشفاء وهو إنجاز غير مسبوق
وفي 2019 إشترت شركة فيرتكس في بوسطن الشركة التي أسسها ميلتون مع براءة إختراعه بمبلغ 980 مليون دولار
وعلى الطرف الآخر توصلت شركة أخرى تسمى فياسيت بسان دييجو بولاية كاليفورنيا في سنة 2000 إلى إكتشاف طريقة جديدة
تحول بها الخلايا الجذعية إلى خلايا أخرى عند زراعتها تتحول إلى خلايا بنكرياس
إقرأ أيضا:ما هو لون البول السكري ؟وأمكن بهذه الطريقة إنتاج تريليون من الخلايا المفرزة للأنسولين بسهولة
لذا قد حلت المشكلة الأولى والكبيرة بإمتياز
ثم إستمرت المنافسة بين الشركتين لحل المشكلة الثانية وهي حماية خلايا البنكرياس المخلقة من مهاجمة الأجسام المضادة
ولكن قررت شركة فيرتكس زرع الخلايا مباشرة في الوريد البابي للكبد ومن ثم العلاج بالأدوية المثبطة للمناعة حتى لا يهاجمها الجسم
ولقد وافقت هيئة الغذاء والدواء الامريكية في مارس الماضي على منح الاولوية القصوى لبرتوكول الشركة للدراسة الإكلينيكية على ١٧ مريض بالسكر من النوع الاول
وحيث أن هذة الطريقة قد نجحت من قبل مع الخلايا المنزوعة من بنكرياس المتوفين حديثًا
وبإستخدام بروتوكول مبتكر لأدوية تثبيط المناعة صممته جامعة أدمنتون في كندا
فنجاح التجربة أصبح في حكم المؤكد بإذن الله لو سارت الأمور كما هو مخطط لها
إحتياطات مع العلاج
ولكن ربما سيحتاج المريض لإعادة حقن الخلايا سنويًا وهو ما تعتقد الشركة أنه ممكن حيث بإمكانها الآن إنتاج عدد ضخم من هذه الخلايا بلا عائق كبير
وفي المقابل قررت شركة ڤياسيت أن تحفظ الخلايا في جهاز صغير بحجم كارت الإئتمان وبه ثقوب تنمو فيها الشعيرات الدموية لتغذي الخلايا بالاكسجين والغذاء لتنمو وتعيش لأطول فترة ممكنه
إقرأ أيضا:مسلسل قيامة عثمان الحلقة مترجمة للعربيةولكن يجب معها أيضًا إعطاء الادوية المثبطة للمناعة لأن الاجسام المناعية تدخل أيضًا من هذه الثقوب
حيث أنتجت الشركة هذا الغلاف في ٢٠١٤ ونجحت بالفعل التجارب في المرحلة الاولى ودخلت في المرحلة الثانية لتحتدم المنافسة بين الشركتين
الأولي تقول الآن انها ستستطيع في المستقبل إنتاج خلايا تتجنب الجهاز المناعى وتقاومة لتستغنى عن الادوية المثبطة للمناعة تمامًا لذا سمتها الخلايا السوبر
مع تطوير جيني يسمح بقتل هذه الخلايا اذا نمت بصورة كبيرة خارج نطاق السيطرة
والشركة الثانية بدأت تعمل على تطوير غلاف جديد للخلايا ليس به فتحات
ولكن يسمح بإنتشار الشعيرات الدموية حوله للتغذية ويسمح بمرور السكر من الدم الى الخلايا ومرور الانسولين من الخلايا الى الدم
ويحجز فقط الاجسام المناعية عن المرور للخلايا الجديدة داخل الجهاز
وكلا الشركتان تعملان الآن بهمة شديدة على تطوير غلاف ميكرو صغير من الجيل يحيط بكل خلية بنكرياسية ويحميها وهى فكرة عبقرية
بقيت المشكلة الثالثة وهى أين تُزرع الخلايا الجديدة ؟ وكيف نحميها ونغذيها لتعيش ؟
شركة فيرتكس ترى أن زراعتها في الكبد هو أسلم طريقة فقد جُربَّت من قبل
في حين ترى شركة ڤياسيت أنه يمكن تجهيز جيب صغير تحت الجلد أو في الغشاء الدهني المتصل بالأمعاء لحفظها
حيث إن الشعيرات الدموية والتغذية تتوافر فيهما بشكل أفضل من أى مكان آخر في الجسم
في الحقيقة أصبحت الشركتان قريبة جداً من النجاح بإستثمار مليارات الدولارات على الابحاث
وكما ذكرت أنه لن يستغرق سوي ٣-٥ سنوات على أقصى تقدير
وبالطبع ستكون التكلفة باهظة جدًا في البداية حيث ضخت الشركتان مليارات الدولارات للصرف على أبحاثهما حتى الآن ولكن التكلفة ستتناقص بالتأكيد مع مرور الوقت
شفاء أول حالة سكر من النوع الأول تم شفاؤه
تنافست شركتين بالولايات المتحدة الأمريكية على شفاء مرضى السكري من النوع الأول بإستخدام خلايا البنكرياس المخلقة من الخلايا الجزعية
وكانت المفاجئة التي أعلنتها إحداهما وهي شركة فيرتكس ببوسطن عن نجاح تجربتها في شفاء أول مريض سكري في العالم بالخلايا الجزعية
شفاء أول حالة سكر من النوع الأول بهذه الطريقة المبتكرة كان من نصيب بريان شيلتون عامل بريد يبلغ 57 سنة
حيث كاد شيلتون أن يفقد حياته منذ عدة أعوام نتيجة لإنخفاض حاد في سكر الدم
والآن توقف عن العلاج بالأنسولين تماماً
وإن كان قد إستبدله بأدوية مثبطة للمناعة حتى لا يهاجم جسمه الخلايا الجديدة التي تفرز الأنسولين
وكان شيلتون واحد من 17 شخص ستجرى عليهم التجربة الأولية لهذا العلاج الوظيفي بالخلايا الجزعية من حيث الفاعلية والآمان
ومن المنتظر أن تنتهي نتيجة التجارب بالكامل بمراحلها الثلاث قبل عام 2028
وبالطبع سيكون هذا العلاج مكلفاً في البداية ولكنه سيفتح الأمل للملايين من المرضى اللذين أهلكهم المرض
فهذه خلايا بنكرياس حقيقية مخلقة في المعمل من الخلايا الجزعية
كما تعمل شركة أخرى على إنتاج غلاف يحميها من الجهاز المناعي
هل ما حدث ونتج عنه شفاء أول حالة من السكر من النوع الأول عبارة عن علاج بالخلايا الجذعية مثلما حاولت الكثير من الدول ذلك في السنوات العشر الماضية ؟
بالطبع لا ! ولقد إختلط الأمر على الكثيرين حتى المتخصصين منهم
فحقن الخلايا الجذعية المأخوذة من الدم أو نخاع العظام أو حتى من الأجنة لا ولن يشفي من السكر وهو غير علمي
لأن هذه الخلايا بعد حقنها في المريض لا تتحول من تلقاء نفسها الى خلايا بنكرياس تفرز الانسولين وينتهى عمرها
وما يتم في هذه الدول ما هو إلا عملية نصب تحت ستار علمي
فلا يوجد علميًا ما يسمى بالعلاج المباشر بالخلايا الجذعية لمرض السكر
إذًا ما هو الفرق مع هذه الحالة ولماذا تعتبره إنجازًا علميًا ضخمًا ؟
ما حدث هنا هو تحويل الخلايا الجذعية خارج الجسم الى خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين وتسمى خلايا بيتا
ومن خلال خطوات معقدة جدًا تمت الابحاث عليها في جامعة هارفارد لمدة ١٤ سنة
والمثير بل والمذهل هو إعادة خلايا الجلد العادية الى منشأها في الخلايا الجذعية ثم إعادة تحويلها الى خلايا البنكرياس بيتا ليمكن إنتاج كمية ضخمة منها وهو ما لم يسبق أحد الى تطبيقه
فالخلايا الجذعية هنا ليست مستمدة من الأجنة ولكن من نسيج الجسم العادي
لماذا يحتاج الشخص إذا للأدوية المثبطة للمناعة بعد زرع هذه الخلايا المُفرزة للأنسولين إذا كانت مخلقة من خلايا الجسم ؟
الجهاز المناعي في مرضى السكر من النوع الأول يهاجم خلايا إفراز الأنسولين لسبب غير مفهوم تمامًا حتى الآن
وذلك هو سبب حدوث النوع الاول من السكر من البداية فهو يعتبر من أمراض المناعة
وهذه الاجسام المضادة تبقى في دم المريض لتهاجم أى خلايا جديدة يتم زرعها في الجسم وتفرز الانسولين
لذا يجب تثبيط الجهاز المناعي لمنع تدمير هذه الخلايا الجديدة ولفظها مثلها مثل العلاج المثبط للمناعة بعد زراعة الكلى أو الكبد
متى سيكون هذا العلاج متاحًا لمرضى السكر من النوع الأول حول العالم ؟
لكل علاج جديد ٣ مراحل من الإختبارت قبل إقراره
المرحلة الاولى هدفها إختبار أمان العلاج وأنه لا يسبب أعراض جانبية خطيرة وهو ما تقوم به الشركة المنتجة لهذا العلاج على ١٧ مريض تحت إشراف هيئة الغذاء والدواء الأمريكية والتى أعطت للبحث إستثناء لأهميته القصوى
والحالة التى تم شفاؤها من السكر هى أولى هذه الحالات بدون مضاعفات جانبية خطيرة وهو ما يبشر بالخير
المرحلة الثانية هى إختيار الجرعة المناسبة للعلاج بهذه الخلايا
والمرحلة الثالثة والأخيرة هى إختبار كفاءة العلاج بالمقارنة بالعلاج المعتاد
وعادة ما تأخذ المراحل الثلاثة ما بين ٣-٥ سنوات
ولقد أعلنت الشركة انها بصدد الإنتهاء من جميع الأبحاث ليتوفر العلاج للجميع بحلول عام ٢٠٢٨
هل هناك أمل لهذا العلاج الجديد بدون إستخدام الأدوية المثبطة للمناعة لأعراضها الجانبية ؟
حاليا تقوم شركتان بتجارب مبشرة لإنتاج غلاف لهذه الخلايا يسمح بمرور السكر من الدم الى الخلايا والأنسولين من الخلايا الى الدم ولا يسمح بمرور الأجسام المضادة الى الخلايا
كما تُجرى أبحاث أخرى على تغليف متناهي الصغر لهذه الخلايا يحميها من الأجسام المضادة في حين يسمح بمرور الغذاء والاكسجين لها حتى تعيش اطول فترة ممكنة
كذلك تجرى الأبحاث على إنتاج خلايا لا يرصدها الجهاز المناعي وهو تكنيك تم معرفته من دراسة السرطانات التى تتجنب الجهاز المناعي
هل هناك ضرر من الادوية المثبطة للمناعة ؟
بالتأكيد! فهى تخفض مناعة الجسم ضد الفيروسات والبكتريا
كما أنها تؤثر على الخلايا الجديدة فتضعفها
ولكن العلاج الجديد بالأدوية المثبطة للمناعة لا يحتوي على الكورتيزون الذي يرفع السكر في الدم بصورة حادة
والمطمئن أن العديد من المرضي يتعاطون هذه الادوية المثبطة للمناعة لعشرات السنين بعد زراعة الأعضاء ودون مشاكل ضخمة مع الإحتياط الواجب
أتمنى أن أكون قد جاوبت بصورة مبسطة على معظم الاسئلة التي دارت في أذهانكم مع أمنياتي بالشفاء لجميع مرضى السكر